.::.*منتدى همس السهارى*.::.
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

.::.*منتدى همس السهارى*.::.

.::.*منتدى همس السهارى*.::.
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 قصة رومنسية لا تبكون

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
GTX
عضو مبتدء
avatar


عدد الرسائل : 62
تاريخ التسجيل : 24/06/2008

قصة رومنسية لا تبكون Empty
مُساهمةموضوع: قصة رومنسية لا تبكون   قصة رومنسية لا تبكون Icon_minitimeالإثنين يوليو 07, 2008 3:10 pm

بسم الله الرحمن الرحيم

لالالالاللا لازم تبكون يلا ما اطول عليكم

الحلقه الاولى:

(مخلوقه اقتحمت حياتى)






توفي عمي
و زوجته في حادث مؤسف قبل شهرين ، و تركا طفلتهما الوحيدة ( رغد ) و التي تقترب من
الثالثة من عمرها ... لتعيش يتيمة مدى الحياة .


في البداية ، بقيت
الصغيرة في بيت خالتها لترعاها ، و لكن ، و نظرا لظروف خالتها العائلية ، اتفق
الجميع على أن يضمها والدي إلينا و يتولى رعايتها

من الآن فصاعدا .



أنا و أخوتي لا نزال صغارا ، و لأنني أكبرهم سنا فقد تحولت فجأة إلى


( رجل راشد و مسؤول ) بعد حضور رغد إلى بيتنا .


كنا ننتظر عودة
أبي بالصغيرة ، (سامر) و ( دانة ) كانا في قمة السعادة لأن عضوا جديدا سينضم إليهما
و يشاركهما اللعب !


أما والدتي فكانت متوترة و قلقة


أنا لم
يعن ِ لي الأمر الكثير


أو هكذا كنت أظن !



وصل أبي
أخيرا ..


قبل أن يدخل الغرفة حيث كنا نجلس وصلنا صوت صراخ رغد !



سامر و دانة قفزا فرحا و ذهبا نحو الباب راكضين



" بابا
بابا ... أخيرا ! "



قالت دانه و هي تقفز نحو أبي ، و الذي كان يحمل
رغد على ذراعه و يحاول تهدئتها لكن رغد عندما رأتنا ازدادت صرخاتها و دوت المنزل
بصوتها الحاد !



تنهدت و قلت في نفسي :



" أوه ! ها
قد بدأنا ! "



أخذت أمي الصغيرة و جعلت تداعبها و تقدم إليها الحلوى
علها تسكت !


في الواقع ، لقد قضينا وقتا عصيبا و مزعجا مع هذه الصغيرة
ذلك اليوم .





" أين ستنام الطفلة ؟ "



سأل
والدي والدتي مساء ذلك اليوم .



" مع سامر و دانه في غرفتهما ! "




دانه قفزت فرحا لهذا الأمر ، إلا أن أبي قال :



"
لا يمكن يا أم وليد ! دعينا نبقيها معنا بضع ليال إلى أن تعتاد أجواء المنزل، أخشى
أن تستيقظ ليلا و تفزع و نحن بعيدان عنها ! "



و يبدو أن أمي
استساغت الفكرة ، فقالت :



" معك حق ، إذن دعنا ننقل السرير إلى
غرفتنا "



ثم التفتت إلي :



" وليد ،انقل سرير رغد
إلى غرفتنا "



اعترض والدي :


" سأنقله أنا ، إنه ثقيل !
"



قالت أمي :


" لكن وليد رجل قوي ! إنه من وضعه في
غرفة الصغيرين على أية حال ! "



(( رجل قوي )) هو وصف يعجبني كثيرا
!



أمي أصبحت تعتبرني رجلا و أنا في الحادية عشرة من عمري ! هذا
رائع !


قمت بكل زهو و ذهبت إلى غرفة شقيقي و نقلت السرير الصغير إلى
غرفة والدي .


عندما عدتُ إلى حيث كان البقية يجلسون ، وجدتُ الصغيرة
نائمة بسلام !


لابد أنها تعبت كثيرا بعد ساعات الصراخ و البكاء التي
عاشتها هذا اليوم !


أنا أيضا أحسست بالتعب، و لذلك أويت إلى فراشي
باكرا .
***********************





نهضت في ساعة مبكرة من
اليوم التالي على صوت صراخ اخترق جدران الغرفة من حدته !


إنها رغد
المزعجة


خرجت من غرفتي متذمرا ، و ذهبت إلى المطبخ المنبعثة منه صرخات
ابنة عمي هذه



" أمي ! أسكتي هذه المخلوقة فأنا أريد أن أنام ! "




تأوهت أمي و قالت بضيق :


" أو تظنني لا أحاول ذلك !
إنها فتاة ٌصعبة ٌ جدا ! لم تدعنا ننام غير ساعتين أو ثلاث والدك ذهب للعمل دون نوم
! "



كانت رغد تصرخ و تصرخ بلا توقف .


حاولت أن أداعبها
قليلا و أسألها :


" ماذا تريدين يا صغيرتي ؟ "



لم تجب
!


حاولت أن أحملها و أهزها ... فهاجمتني بأظافرها الحادة !



و أخيرا أحضرت إليها بعض ألعاب دانه فرمتني بها !


إنها
طفلة مشاكسة ، هل ستظل في بيتنا دائما ؟؟؟ ليتهم يعيدوها من حيث جاءت !




في وقت لاحق ، كان والداي يتناقشان بشأنها .


" إن
استمرت بهذه الحال يا أبا وليد فسوف تمرض ! ماذا يمكنني أن أفعل من أجلها ؟ "



" صبرا يا أم وليد ، حتى تألف العيش بيننا "


قاطعتهما
قائلا :


" و لماذا لا تعيدها إلى خالتها لترعاها ؟ ربما هي تفضل ذلك !
"


أزعجت جملتي هذه والدي فقال :


" كلا يا وليد ، إنها ابنة
أخي و أنا المسؤول عن رعايتها من الآن فصاعدا . مسألة وقت و تعتاد على بيتنا "




و يبدو أن هذا الوقت لن ينتهي ...


مرت عدة أيام و
الصغيرة على هذه الحال ، و إن تحسنت بعض الشيء و صارت تلعب مع دانه و سامر بمرح
نوعا ما


كانت أمي غاية في الصبر معها ، كنت أراقبها و هي تعتني بها ،
تطعمها ، تنظفها ، تلبسها ملابسها ، تسرح شعرها الخفيف الناعم !


مع
الأيام ، تقبلت الصغيرة عائلتها الجديدة ، و لم تعد تستيقظ بصراخ و كان على وليد (
الرجل القوي ) أن ينقل سرير هذه المخلوقة إلى غرفة الطفلين !


بعد أن
نامت بهدوء ، حملتها أمي إلى سريرها في موضعه الجديد . كان أخواي قد خلدا للنوم منذ
ساعة أو يزيد .


أودعت الطفلة سريرها بهدوء .


تركت والدتي
الباب مفتوحا حتى يصلها صوت رغد فيما لو نهضت و بدأت بالصراخ


قلت :



" لا داعي يا أمي ! فصوت هذه المخلوقة يخترق الجدران ! أبقه مغلقا ! "



ابتسمت والدتي براحة ، و قبلتني و قالت :


" هيا إلى فراشك
يا وليد البطل ! تصبح على خير "


كم أحب سماع المدح الجميل من أمي !



إنني أصبحت بطلا في نظرها ! هذا شيء رائع ... رائع جدا !


و
نمت بسرعة قرير العين مرتاح البال .


الشيء الذي أنهضني و أقض مضجعي كان
صوتا تعودت سماعه مؤخرا


إنه بكاء رغد !


حاولت تجاهله لكن
دون جدوى !


يا لهذه الـ رغد ... ! متى تسكتيها يا أمي !



طال الأمر ، لم أعد أحتمل ، خرجت من غرفتي غاضبا و في نيتي أن أتذمر
بشدة لدى والدتي ، إلا أنني لاحظت أن الصوت منبعث من غرفة شقيقي ّ

نعم ،
فأنا البارحة نقلت سريرها إلى هناك !


ذهبت إلى غرفة شقيقي ّ ، و كان
الباب شبه مغلق ، فوجدت الطفلة في سريرها تبكي دون أن ينتبه لها أحد منهما !



لم تكن والدتي موجودة معها .


اقتربت منها و أخذتها من فوق
السرير ، و حملتها على كتفي و بدأت أطبطب عليها و أحاول تهدئتها .


و
لأنها استمرت في البكاء ، خرجت بها من الغرفة و تجولت بها قليلا في المنزل



لم يبد ُ أنها عازمة على السكوت !


يجب أن أوقظ أمي حتى
تتصرف ...


كنت في طريقي إلى غرفة أمي لإيقاظها ، و لكن ...



توقفت في منتصف الطريق ، و عدت أدراجي ... و دخلت غرفتي و أغلقت الباب
.


والدتي لم تذق للراحة طعما منذ أتت هذه الصغيرة إلينا .



و والدي لا ينام كفايته بسببها .


لن أفسد عليهما النوم هذه
المرة !


جلست على سريري و أخذت أداعب الصغيرة المزعجة و ألهيها بطريقة
أو بأخرى حتى تعبت ، و نامت ، بعد جهد طويل !


أدركت أنها ستنهض فيما لو
حاولت تحريكها ، لذا تركتها نائمة ببساطة على سريري و لا أدري ، كيف نمت ُ بعدها !



هذه المرة استيقظت على صوت أمي !


" وليد ! ما الذي حدث ؟ "



" آه أمي ! "


ألقيت نظرة من حولي فوجدتني أنام إلى جانب
الصغيرة رغد ، و التي تغط في نوم عميق و هادىء !


" لقد نهضت ليلا و
كانت تبكي .. لم أشأ إزعاجك لذا أحضرتها إلى هنا ! "


ابتسمت والدتي ،
إذن فهي راضية عن تصرفي ، و مدت يدها لتحمل رغد فاعترضت :


" أرجوك لا !
أخشى أن تنهض ، نامت بصعوبة ! "


و نهضت عن سريري و أنا أتثاءب بكسل .



" أدي الصلاة ثم تابع نومك في غرفة الضيوف . سأبقى معها "



ألقيت نظرة على الصغيرة قبل نهوضي !


يا للهدوء العجيب الذي
يحيط بها الآن!


بعد ساعات ، و عندما عدت إلى غرفتي ، وجدت دانه تجلس
على سريري بمفردها . ما أن رأتني حتى بادرت بقول :


" أنا أيضا سأنام
هنا الليلة ! "


أصبح سريري الخاص حضانة أطفال !


فدانه ، و
البالغة من العمر 5 سنوات ، أقامت الدنيا و أقعدتها من أجل المبيت على سريري الجذاب
هذه الليلة ، مثل رغد !


ليس هذا الأمر فقط ، بل ابتدأت سلسلة لا نهائية
من ( مثل رغد ) ...


ففي كل شيء ، تود أن تحظى بما حظيت به رغد . و كلما
حملت أمي رغد على كتفيها لسبب أو لآخر ، مدت دانه ذراعيها لأمها مطالبة بحملها (مثل
رغد ) .


أظن أن هذا المصطلح يسمى ( الغيرة ) !


يا لهؤلاء
الأطفال !


كم هي عقولهم صغيرة و تافهة !


***********




كانت المرة الأولي و لكنها لم تكن الأخيرة
... فبعد أيام ، تكرر نفس الموقف ، و سمعت رغد تبكي فأحضرتها إلى غرفتي و أخذت
ألاعبها .


هذه المرة استجابت لملاعبتي و هدأت ، بل و ضحكت !



و كم كانت ضحكتها جميلة ! أسمعها للمرة الأولى !


فرحت بهذا
الإنجاز العظيم ! فأنا جعلت رغد الباكية تضحك أخيرا !


و الآن سأجعلها
تتعلم مناداتي باسمي !


" أيتها الصغيرة الجميلة ! هل تعرفين ما اسمي ؟
"


نظرت إلي باندهاش و كأنها لم تفهم لغتي . إنها تستطيع النطق بكلمات
مبعثرة ، و لكن ( وليد ) ليس من ضمنها !



" أنا وليد ! "



لازالت تنظر إلى باستغراب !


" اسمي وليد ! هيا قولي : وليد
! "


لم يبد ُ الأمر سهلا ! كيف يتعلم الأطفال الأسماء ؟



أشرت إلى عدة أشياء ، كالعين و الفم و الأنف و غيرها ، كلها أسماء تنطق
بها و تعرفها . حتى حين أسألها :



" أين رغد ؟ "




فإنها تشير إلى نفسها .


" و الآن يا صغيرتي ، أين وليد
؟ "


أخذت أشير إلى نفسي و أكرر :


" وليد ! وليـــد ! أنا
وليد !


أنت ِ رغد ، و أنا وليد !


من أنتِ ؟ "



" رغد "


" عظيم ! أنتِ رغد ! أنا وليد ! هيا قولي وليد !
قولي أنت َ وليد ! "



كانت تراقب حركات شفتيّ و لساني ، إنها طفلة
نبيهة على ما أظن .


و كنت مصرا جدا على جعلها تنطق باسمي !




" قولي : أنــت ولـيـــد ! ولــيـــــــد ...


قولي :
وليد ... أنت ولـــــيـــــــــــــــــــــد ! "





" أنت َ
لــــــــــــــــــــي " !!






كانت هذه هي الكلمة التي
نطقت بها رغد !


( أنت َ لي ! )


للحظة ، بقيت اتأملها
باستغراب و دهشة و عجب !


فقد بترت اسمي الجميل من الطرفين و حوّلته إلى
( لي ) بدلا من

( وليد ) !


ابتسمت ، و قلت مصححا :




" أنت َ وليـــــــــــــد ! "


" أنت َ
لــــــــــــــــــي "



كررت جملتها ببساطة و براءة !



لم أتمالك نفسي ، وانفجرت ضحكا ....


و لأنني ضحكت بشكل
غريب فإن رغد أخذت تضحك هي الأخرى !


و كلما سمعت ضحكاتها الجميلة
ازدادت ضحكاتي !


سألتها مرة أخرى :



" من أنا ؟ "



" أنت َ لـــــــــــــي " !



يا لهذه الصغيرة المضحكة
!


حملتها و أخذت أؤرجحها في الهواء بسرور ...


منذ ذلك
اليوم ، بدأت الصغيرة تألفني ، و أصبحت أكبر المسؤولين عن تهدئتها متى ما قررت
زعزعة الجدران بصوتها الحاد ....


************************




انتهت العطلة الصيفية و عدنا
للمدارس .


كنت كلما عدت من المدرسة ، استقبلتني الصغيرة رغد استقبالا
حارا !


كانت تركض نحوي و تمد ذراعيها نحوي ، طالبة أن أحملها و أؤرجحها
في الهواء !


كان ذلك يفرحها كثيرا جدا ، و تنطلق ضحكاتها الرائعة
لتدغدغ جداران المنزل !


و من الناحية الأخرى ، كانت دانة تطلق صرخات
الاعتراض و الغضب ، ثم تهجم على رجلي بسيل من الضربات و اللكمات آمرة إياي بأن
أحملها ( مثل رغد ) .


و شيئا فشيا أصبح الوضع لا يطاق ! و بعد أن كانت
شديدة الفرح لقدوم الصغيرة إلينا أصبحت تلاحقها لتؤذيها بشكل أو بآخر ...



في أحد الأيام كنت مشغولا بتأدية واجباتي المدرسية حين سمعت صوت بكاء
رغد الشهير !


لم أعر الأمر اهتماما فقد أصبح عاديا و متوقعا كل لحظة .



تابعت عملي و تجاهلت البكاء الذي كان يزداد و يقترب !



انقطع الصوت ، فتوقعت أن تكون أمي قد اهتمت بالأمر .


لحظات
، وسمعت طرقات خفيفة على باب غرفتي .


" أدخل ! "


ألا أن
أحدا لم يدخل .


انتظرت قليلا ، ثم نهضت استطلع الأمر ...


و
كم كانت دهشتي حين رأيت رغد واقفة خلف الباب !


لقد كانت الدموع تنهمر
من عينيها بغزارة ، و وجهها عابس و كئيب ، و بكاؤها مكبوت في صدرها ، تتنهد بألم
... و بعض الخدوش الدامية ترتسم عشوائيا على وجهها البريء ، و كدمة محمرة تنتصف
جبينها الأبيض !


أحسست بقبضة مؤلمة في قلبي ....


" رغد !
ما الذي حدث ؟؟؟ "


انفجرت الصغيرة ببكاء قوي ، كانت تحبسه في صدرها



مددت يدي و رفعتها إلى حضني و جعلت أطبطب عليها و أحاول تهدئتها .



هذه المرة كانت تبكي من الألم .


" أهي دانة ؟ هل هي من
هاجمك ؟ "


لابد أنها دانة الشقية !


شعرت بالغضب ، و توجهت
إلى حيث دانة ، و رغد فوق ذراعي .


كانت دانة في غرفتها تجلس بين مجموعة
من الألعاب .


عندما رأتني وقفت ، و لم تأت إلي طالبة حملها ( مثل رغد )
كالعادة ، بل ظلت واقفة تنظر إلى الغضب المشتعل على وجهي .


" دانة أأنت
من ضرب رغد الصغيرة ؟ "


لم تجب ، فعاودت السؤال بصوت أعلى :



" ألست من ضرب رغد ؟ أيتها الشقية ؟ "


" إنها تأخذ ألعابي
! لا أريدها أن تلمس ألعابي "


اقتربت من دانة و أمسكت بيدها و ضربتها
ضربة خفيفة على راحتها و أنا أقول :


" إياك أن تكرري ذلك أيها الشقية و
إلا ألقيت بألعابك من النافذة "


لم تكن الضربة مؤلمة إلا أن دانة بدأت
بالبكاء !


أما رغد فقد توقفت عنه ، بينما ظلت آخر دمعتين معلقتين على
خديها المشوهين بالخدوش .


نظرت إليها و مسحت دمعتيها .


ما
كان من الصغيرة إلا أن طبعت قبلة مليئة باللعاب على خدي امتنانا !



ابتسمت ، لقد كانت المرة الأولى التي تقبلني فيها هذه المخلوقة ! إلا
أنها لم تكن الأخيرة ....

********************************





توالت الأيام و نحن
على نفس هذه الحال ...


إلا أن رغد مع مرور الوقت أصبحت غاية في المرح
...


أصبحت بهجة تملأ المنزل ... و تعلق الجميع بها و أحبوها كثيرا ...



إنها طفلة يتمنى أي شخص أن تعيش في منزله ...


و لأن الغيرة
كبرت بين رغد و دانة مع كبرهما ، فإنه كان لابد من فصل الفتاتين في غرفتين بعيدا عن
بعضهما ، و كان علي نقل ذلك السرير و للمرة الثالثة إلى مكان آخر ...


و
هذا المكان كان غرفة وليد !


ظلت رغد تنام في غرفتي لحين إشعار آخر .



في الواقع لم يزعجني الأمر ، فهي لم تعد تنهض مفزوعة و تصرخ في الليل
إلا نادرا ...


كنت أقرأ إحدى المجلات و أنا مضطجع على سريري ، و كانت
الساعة العاشرة ليلا و كانت رغد تغط في نوم هادئ


و يبدو أنها رأت حلما
مزعجا لأنها نهضت فجأة و أخذت تبكي بفزع ...


أسرعت إليها و انتشلتها من
على السرير و أخذت أهدئ من روعها


كان بكاؤها غريبا ... و حزينا ...



" اهدئي يا صغيرتي ... هيا عودي للنوم ! "


و بين أناتها و
بكاؤها قالت :


" ماما "


نظرت إلى الصغيرة و شعرت بالحزن
...


ربما تكون قد رأت والدتها في الحلم


" أتريدين الـ ماما
أيتها الصغيرة ؟ "


" ماما "


ضممتها إلى صدري بعطف ، فهذه
اليتيمة فقدت أغلى من في الكون قبل أن تفهم معناهما ...


جعلت أطبطب
عليها ، و أهزها في حجري و أغني لها إلى أنا استسلمت للنوم .


تأملت
وجهها البريء الجميل ... و شعرت بالأسى من أجلها .


تمنيت لحظتها لو كان
باستطاعتي أن أتحول إلى أمها أو أبيها لأعوضها عما فقدت .


صممت في
قرارة نفسي أن أرعى هذه اليتيمة و أفعل كل ما يمكن من أجلها ...


و قد
فعلت الكثير ...


و الأيام .... أثبتت ذلك ...

********************





ذهبنا ذات يوم إلى الشاطئ في رحلة
ممتعة ، و لكوننا أنا و أبي و سامر الصغير ( 8 سنوات ) نجيد السباحة ، فقد قضينا
معظم الوقت وسط الماء .


أما والدتي ، فقد لاقت وقتا شاقا و مزعجا مع
دانة و رغد !


كانت رغد تلهو و تلعب بالرمال المبللة ببراءة ، و تلوح
باتجاهي أنا و سامر ، أما دانة فكانت لا تفتأ تضايقها ، تضربها أو ترميها بالرمال !



" وليد ، تعال إلى هنا "


نادتني والدتي ، فيما كنت أسبح
بمرح .


" نعم أمي ؟ ماذا تريدين ؟ "


و اقتربت منها شيئا
فشيئا . قالت :


" خذ رغد لبعض الوقت ! "


" ماذا ؟؟؟ لا أمي
! "


لم أكن أريد أن أقطع متعتي في السباحة من أجل رعاية هذه المخلوقة !
اعترضت :


" أريد أن أسبح ! "


" هيا يا وليد ! لبعض الوقت !
لأرتاح قليلا "


أذعنت للأمر كارها ... و توجهت للصغيرة و هي تعبث
بالرمال ، و ناديتها :


" هيا يا رغد ! تعالي إلي ! "



ابتهجت كثيرا و أسرعت نحوي و عانقت رجي المبللة بذراعيها العالقة بهما
حبيبات الرمل الرطب ، و بكل سرور !


جلست إلى جانبها و أخذت أحفر حفرة
معها . كانت تبدو غاية في السعادة أما أنا فكنت متضايقا لحرماني من السباحة !



اقتربت أكثر من الساحل ، و رغد إلى جانبي ، و جعلتها تجلس عند طرفه و
تبلل نفسها بمياه البحر المالحة الباردة


رغد تكاد تطير من السعادة ،
تلعب هنا و هناك ، ربما تكون المرة الأولى بحياتها التي تقابل فيها البحر !



أثناء لعبها تعثرت و وقعت في الماء على وجهها ...


" أوه
كلا ! "

سلملم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
THE GENERAL HUSSEIN
المدير
THE GENERAL HUSSEIN


عدد الرسائل : 275
العمر : 31
الموقع : فلسـ PAL ـين
تاريخ التسجيل : 20/06/2008

قصة رومنسية لا تبكون Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة رومنسية لا تبكون   قصة رومنسية لا تبكون Icon_minitimeالثلاثاء يوليو 08, 2008 3:53 pm

القصة مؤثرة كتيييييير

Crying or Very sad Crying or Very sad

موضوع روعة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hams-s.yoo7.com
أحبيني
عضو جديد
أحبيني


عدد الرسائل : 41
العمر : 34
الموقع : طالب في جامعة الحب
تاريخ التسجيل : 27/11/2008

قصة رومنسية لا تبكون Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة رومنسية لا تبكون   قصة رومنسية لا تبكون Icon_minitimeالخميس نوفمبر 27, 2008 11:32 am

قصه رائعه جزاك الله خي
نتمنى ان نرى جديدك ر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قصة رومنسية لا تبكون
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
.::.*منتدى همس السهارى*.::. :: قسم الحب :: منتدى الروايات الطويلة-
انتقل الى: